عجلون في صدر الإسلام والدولة الأموية

عجلون في صدر الإسلام والدولة الأموية

إعداد

الأستاذ الدكتور محمد حسين محاسنة

  

المحتوى

  1. مقدمة
  2. تحرير الأردن
  3. معركة فحل
  4. إدارة الأردن في صدر الإسلام
  5. العهد الراشدي
  6. العهد الأموي
  7. شهداء الأردن في بلاد عجلون
  8. الخاتمة
  9. الهوامش والتعليقات 

 

 

 

 

المقـدمة:

يتناول هذا البحث الحديث عن تاريخ عجلون في فترة صدر الإسلام والدولة الأموية،وتاريخ عجلون في هذه الفترة لا يختلف عن تاريخ الأردن بصورته العامة ، فما تعرّضت له البلاد الأردنية متشابه لا يختلف إلاّ في قليل من الجوانب ، كما أن المصادر تحدثت عن الأمور العامة التي تعرّضت لها المنطقة ولم تسجل أحداثاً مفصّلة عن كل منطقة بعينها من البلاد الأردنية  دون غيرها ، وكانت عجلون في صدر الإسلام جزءاً من جند الأردن الذي كان وحدة إدارية ، فما كان ينسحب على عمان أو السلط أو الكرك :كذلك كان  ينسحب على عجلون والمفرق وجرش وغيرها من البلاد الأردنية ، وكانت عجلون هي المنطقة التي تضم شمال الأردن من نهر الزرقاء جنوباً حتى نهر اليرموك على الحدود الشمالية،  وكانت  أهم الأحداث في هذه المنطقة هي معركة اليرموك التي حدثت في جزء من منطقة عجلون  سنة 13هـ/635م والتي كانت الموقف الحاسم في تحرير جميع بلاد الشـام ثم معركة فحل التي فتحت على أساسها كل المدن الأردنيـة في الشمال أي في منطقة عجلون، وهما صورة للتاريخ العجلـوني في صدر الإسلام، وكذلك الحال في العهد الأموي  فتاريخ عجلون هو تـاريخ شـمال الأردن وكـان التسجيل لهذه الفترة عن منطقة عجلون نادراً إلإٌ ما سجلت المصادر أو تحدّثت به عن بعض القرى أو  المزارع العجلونية، فربمـا وردت إشارات قليلة مرّة أو مرتين عن بعض المدن أو القرى التابعة لعجلون وبشكل عرضي كما سنرى فيما بعد.

 

      ولعل هذه البلاد الأردنية ومنها عجلون قد تشرفت بزيارة النبي محمد r الذي وفد إلى جرش في رحلتين تجاريتين كما ورد في كتاب السنن الكبرى للبيهقي الذي يذكر أن  خديجة بنت خويلد رضي الله عنها استأجرت النبيr في سفرتين ذهب فيهما إلى مدينة جرش للإتجار بأموالها يوم كانت جرش إحدى المراكز التجارية في بلاد الشام قبل الإسلام، حيث رافقه غلامها ميسرة في هاتين الرحلتين، ودفعت للنبيr   قلوصاً عن كل سفرة(1)، كما أشار إلى هاتين الرحلتين الحاكم في كتابه المستدرك على الصحيحين، وقال أن خديجة رضي الله عنها استأجرت رسول الله   r  سفرتين إلى جرش كل سفرة بقلوص(2)، وورد في كتاب ابن كثير:" البداية والنهاية " مسنداً إلى أبي الزبير عن جابر: قال: قال رسول الله t (آجرت نفسي من خديجة سفرتين بقلوص)(3).

 

وعلى ضوء هذه الروايات، فإن النبي محمدr يكون قد شرّف البلاد الأردنية بزيارته لها في ثلاث رحلات، وكانت الرحلة الثالثة قبل رحلتيه في تجارة السيدة خديجة رضي الله عنها، وذلك عندما اصطحبه عمه أبو طالب في رحلته إلى بصرى وهو شاب لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، ورآه في هذه الرحلة الراهب بحيرا وأوصى عمه أبا طالب أن يعود به سريعاً وأن يحرص عليه من يهود(4).

 

ولعل النبي r قد زار جرش في هذه الرحلات الثلاث، فالطريق التجاري القديم القادم  من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام والمعروف بطريق القوافل يمر بمدينة جرش لأنها كانت إحدى أهم المحطات للقوافل التجارية؛ وبذلك يكون عليه الصلاة والسلام قد مرّ بجرش أيضاً في رحلته مع عمه أبي طالب إلى بُصرى.

                   

تحرير الأردن (الفتح الإسلامي) :

أبدى أبو بكر الصدّيق اهتماماً كبيراً بمنطقة الأردن، وبعد وفاة النبيrتابع إرسال جيش أسامة الذي بدأ النبي عليه الصلاة والسلام بتجهيزه ونصبَ معسكره في الجرف، وانتُدِب فيه عدد  كبير من الصحابة  كان من بينهم عمر بن الخطاب وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقّاص(27).

 

وحقيقةً  أنفذ أبو بكر جيش أسامة  بن زيد بعد أن استأذن أسامة  ليسمح له بإبقاء عمر بن الخطاب(27)، وسار أسامه حيث أمره رسول الله r حتى وصل إلى أُبنى فهزم الروم وقتل قاتل أبيه، وعاد مسرعاً بعد أن حقّق انتصارات واسعة(288) وكان لحملته آثار  مفيدة للمسلمين، فقد عادت  الكثير من القبائل العربية  التي مرّت عليها الحملة عن الارتداد،  وأكّدت للقاصي والداني قُدرة المسلمين واستعدادهم ومنعتهم .

 

ورأى الخليفة أبو بكر أن يقوم  بتوجيه الجيوش الإسلامية لتحرير الأردن مدفوعاً بـ :

1-  أن الرابطة التي أقامها الروم في زيزياء كانت تشكل  خطراً على المسلمين.

2-   ضعف مقاومة القبائل العربية في جنوب الأردن لحملة أسامة بن زيد .

3- بعد أن فرغ أبو بكر الصدّيق من حرب المرتدين استنفر المسلمين في الحجاز وأطرافها للجهاد، وجهّز خالد بن سعيد بن العاص بجيش وطلب منه أن ينزل تيماء ولا يغادرها، ويدعو من حوله من القبائل العربية للانضمام إليه  استعداداً  للقتال، وألاّ يسمح للمرتدين بمشاركتهم هذا الاستعداد، وألاّ يقاتل إلاّ من قاتله حتى يأتيه أمر الخليفة، فاجتمعت  إليه أعداد  كبيرة من المتطوعين.

ولما علم الروم بذلك أخذوا يعدون للقاء المسلمين، وانضمت إليهم جماعات من القبائل العربية  من بهراء وكلب وسليح وتنوخ ولخم وجذام وغسان، وأقاموا على مقربة من زيزياء، فكتب خالد بن سعيد إلى أبي بكر يخبره بذلك، فطلب منه أن يتقدّم ويتوكل على الله، فسار إليهم دون أن يواجه مقاومة من القبائل العربية الموجودة في جنوب الأردن، ثم التقى البطريق باهـان فأوقع به الهزيمة وقتل عدداً من جنده، ثم كتب إلى الخليفة يستمدّه ، فأمر أبو بكر باستبدال جيش خالد بن سعيد، وسُمي جيش البدال(29).

 

ثم جهّز أبو بكر أربعة جيوش، وطلب من قادتها المسير إلى بلاد الشام لفتحها، فجعل عمرو بن العاص قائداً على جيش وجهته فلسطين، وطلب منه أن يسلك طريق أيلة وهي الطريق الساحلية وتُعرف بطريق المُعْرِقة(30)، ويذكر ابن عساكر هذه الطريق باسم الطريق المغربة على أيله لأنها تأخذ باتجاه الغرب وتنتهي إلى العقبة(31).

 

كما بعث يزيد بن أبي سفيان على جيش وجهته دمشق، وشرحبيل بن حسنة على جيش وجهته الأردن، وأبا عبيدة عامر بن الجراح على جيش وجهته حمص، وطلب من هؤلاء القادة الثلاث أن يسلكوا طريق تبوك(32)، وكان مع كل قائد منهم ثلاثة آلاف جندي، وما زال أبو بكر يمدهم بالرجال حتى صار مع كل منهم 7000 – 7500 رجل(33).

 

                               

وحاصر شرحبيل بن حسنة مدينة طبرية عدّة أيام، ثم صالح أهلها على أنفسهم وأموالهم وأولادهم وكنائسهم ومنازلهم، إلاّ ما جلوا  عنه وخلّوه، واستثنى موضعاً لإقامة مسجد للمسلمين، لكنهم نقضوا الصلح في خلافة عمر بن الخطاب؛ حيث اجتمع إليهم قوم من الروم، فأمر أبو عبيدة عمرو بن العاص بغزوهم، فسار إليهم في أربعة آلاف جندي وفتح المدينة على مثل صلح شرحبيل، ويقال فتحها شرحبيل ثانيةً وفتح جميع مدن الأردن صلحاً بغير قتال، وهي مدن بيسان وسوسية وأفيق وجرش وجبال عجلون وبيت راس وقدس والجولان(43).

 

- معـركـة فحل :

وهي من أهم المعارك التي خاضها المسلمون في بلاد الشام في منطقة عجلون في خلافة عمر بن الخطاب t بعد معركة اليرموك في ذي القعدة سنة 13هـ/635م، فبعد فتح دمشق لجأ الروم إلى خطة جديدة في ضرب المسلمين لذلك قرر هرقل عدم الاصطدام المباشر مع المسلمين في دمشق، ومحاولة إجبارهم على إخلاء دمشق عن طريق قطع مواصلاتهم مع الجزيرة العربية، أي مع العاصمة(72).

 

تلقى المسلمون معلومات عن تحرك جيش الروم وغرضه من ذلك وأن عدد الجيش يبلغ ثمانين ألف مقاتل، فقرَر أبو عبيدة أن يترك في دمشق من يقوم على حمايتها ويخرج الباقون للقضاء على خطة الروم، ولما كان يزيد بن أبي سفيان قائد منطقة دمشق قد بقي فيها لحمايتها تحرك أبو عبيدة وخالد بن الوليد إلى منطقة فحل(73)، وانضم إليهم شرحبيل بن حسنة قائد العمليات العسكرية في الأردن فكانت له القيادة بموجب التعليمات الأولى التي تلقاها المسلمون من أبي بكر وهو أن تكون القيادة لمن تكون الحرب في منطقته.

 

وعندما سمع الروم المتواجدون في فحل بتحرك المسلمين وتقدمهم صوب فحل ترك الروم المدينة واتجهوا صوب بيسان للانضمام إلى القوات البيزنطية التي كانت بيسان مركز تجمعها(74)، وبثقوا الأنهار لإغراق المسلمين في الوحل في المناطق التي لم يكونوا يعرفوها معرفة دقيقة.

 

كان المسلمون قد رتبوا صفوفهم فكان شرحبيل قائد الأعمال العسكرية لأنها تجري في منطقته، وأبو عبيدة وعمرو بن العاص على الجناحين وخالد بن الوليد على المقدمة وعلى الخيل ضرار بن الأزور وعلى الرجال عياض بن غنم فلما وصل المسلمون فحل وهم لا يدروا ما صنع الروم أوْحَلَتْ بهم الأرض وبخيولهم، ثم نجاهم الله لأن حرس المقدمة عندما وقع في الوحل تنبه الناس، فوجدوا صعوبة في تخطي هذه العقبة، ثم سيطروا على فحل وانتظروا ما يمكن أن يفعلوا عند مواجهة الروم(75).

 

كانت قيادة الروم (لسقلار بن مخراق) الذي قرر توجيه ضربة للمسلمين ليأخذهم على حين غرّة لأنه كان مطمئناً إلى أدلائه الذين يعرفون الطرق والأماكن التي سيدخلوا منها ويضربوا فيها المسلمين.

 

أما شرحبيل بن حسنة فلم يركن إلى الأمر بعد دخوله فحل وإنما كان مستعداً ليلاً ونهاراً، فلا يبيت إلاّ على تعبئة، فلما قدم الروم إلى فحل وجدوا المسلمين على أتمّ استعداد وبدأت المعركة بين الطرفين، وفشلت محاولات الروم في خرق صفوف المسلمين، وتمكن المسلمون من قتل قائد الروم سقلار بن مخراق، مما أضعف معنوياتهم، ولما حل الظلام بدأ الروم بالانسحاب، فأمر شرحبيل المسلمين بالتقدم فنالوا من أعدائهم ولم يفلت منهم إلاّ القليل(76)، فكانت معركة كبيرة أخذ الوحل فيها كثيراً من الروم بعد أن كانوا يعملون على إيقاع المسلمين فيه، وسميت بمعركة (فحل) ومعركة (الوحل)(77)،كما سميت معركة الردعة(78) واجتاز المسلمون المستنقع الذي أعدّه الروم عبر الطرق التي كانوا يستخدمونها، واتجه المسلمون إلى بيسان وفرضوا عليها الحصار حتى اجبروها على الاستسلام وفرضوا عليها الجزية، ثم إلى طبرية وتمكنوا من فتحها .

 

 

إدارة الأردن في صدر الإسلام :

أ - العهد الراشدي :

بعد الفتح العربي الإسلامي لبلاد الشام انتشر المسلمون في مدن الشام وقراها ، وتمّ تقسيمها في خلافة عمر بن الخطاب إلى وحدات إدارية بهدف تسهيل إدارتها، وعُرفت هذه الوحدات بالأجنــاد وتشمل:

1-  جند دمشق:  ومركزه مدينة دمشق، وكان يضم مجموعة من الكور منها كورة مآب وكورة الجبال وكورة الشراة(81).

2-  جند فلسطين: ومركزه اللد، ثم تحول فيما بعد إلى الرملة.

3-  جند الأردن : ومركزه مدينة طبرية، وكان يضم مجموعة من الكور منها زغر وكورة اللجون(82).

4-  جند حمص: ومركزه مدينة حمص.

ويلاحظ أنه كان يبدو التداخل بين تقسيم الأجناد خاصة أجناد دمشق والأردن وفلسطين، وكان تقسيمها عرضياً من الداخل إلى البحر بحيث كان لكل جند منطقة على الساحل الشامي ليكون من السهل حمايتها وإدارتها، والدفاع عن المناطق الساحلية أمام خطر البيزنطيين، فالمسلمون في بداية أمرهم كانوا لايجيدون ركوب البحر، وهذا التقسيم كان يدفع الأجناد إلى التعاون لرد أي اعتداء تتعرض له المناطق الساحلية.

وكانت المتطلبات الإدارية عند المسلمين تدفعهم في بعض الأحيان إلى فصل بعض الكور من الأجناد وضمها إلى أجناد أخرى، فوزعت الأردن حسب التقسيمات الإدارية الأولى على ثلاثة أجناد، ثم أعيد توزيعها على أربعة أجناد عندما أضيفت كورة أيلة(العقبة)إلى مصر.

واشتملت الأردن على أربع كور كان يختلف توزيعها بين وقت وآخر حسب التقسيمات الإدارية، وكور الأردن هي:

1- كورة الجبال: وكان مركزها مدينة غرندل وأحياناً مدينة روات(83) إلى الجنوب من مآب، وكورة الجبال تضم اليوم منطقة  الطفيلة.

2- كورة الشراة: ومركزها  أذرح، ومن مدنها  الحميمة  التي سكنها بنو العباس، ومدينة  معان التي كانت  محطة هامة جداً على طريق قوافل الحج والتجارة، ومن مدنها أيضاً وادي موسى ومدينة حبّال(84).

3- كورة مآب: وتنقل مركزها بين زغر ومآب(85)، ومن قراها صرفا إلى الشمال الغربي من الكرك، والمشيرفة وشيحان، وأبنى من قرى مؤتة.

4- كورة البلقاء: ومركزها عمان، ومن مدنها الرقيم والزرقاء وزيزياء والقسطل والأزرق والموقر والفدين وعلعال وعجلون وجرش.

 

وكانت عجلون في صدر الإسلام تُدار مع الأردن لأنها جزء من جند الأردن، فقد أسند عمر بن الخطاب إدارة الأردن إلى عمرو بن العاص قبل أن يتوجه لفتح مصر، ثم أسندت بعد ذلك إلى شرحبيل بن حسنة، فلم يمكث فيها طويلاً حيث عزله عمر بن الخطاب وضم منطقة الأردن إلى معاوية بن أبي سفيان فشملت ولايته الأردن والبلقاء وصارت عجلون تابعة لولاية معاوية بن أبي سفيان(87).

ولما تولى الخلافة عثمان بن عفان جمع ولاية الشام لمعاوية بن أبي سفيان(88)، فأقام فيها حيث سكن منطقة عجلون في بيت راس، فولد له في بيت راس ابنه يزيد بن معاوية سنة 27هـ/648م(89).

 

ب - العهد الأمـوي :               

حظيت الأردن بما فيها عجلون  خلال حكم بني أمية باهتمام كبير نتيجة وقوعها على طريق الحج وطريق التجارة الدولية بين شمال الدولة وجنوبها، وكانت الأردن متنفسّاً لخلفاء بني أمية يخلدون فيها إلى الراحة، ويمضون فيها فترات التنزّه والاستجمام، لذلك أقاموا فيها القصور التي لا تزال آثارها  باقية  إلى اليوم  في العقبة  وأذرح  ومعان  والحميمة وزيزياء  وغيرها(91).

 

واهتم الأمويون بمشاريع المياه لتوفير الماء للحجاج على طريق الحج، فأقاموا البرك في زيزياء والقطرانة والموقر وجرش لسقاية قوافل الحج والتجارة، كما حُفرت الآبار لجمع المياه في مناطق القصور وعلى طول الطريق الموصل من الشام  إلى الحجاز.

 

وقف أهل الأردن بمن فيهم أهل عجلون وجرش  إلى جانب بني أمية في الأحداث التي جاءت بعد وفاة الخليفة  معاوية ابن أبي سفيان، فتولى حبيش بن دلجة  قيادة أهل الأردن الذين انطلقوا من زيزياء باتجاه المدينة المنورة، وتولى القائد الأردني روح بن زنباع الجذامي قيادة جند فلسطين فكان له دور كبير في هذه الأحداث، فعينه قائد الجيش الأموي مسلم بن عقبة المري على المدينة المنورة عندما توجه هو إلى مكة لمحاربة عبدالله بن الزبير(92).

 

وأسندت إدارة الأردن في عهد عبد الملك بن مروان إلى أبي عثمان بن مروان بن الحكم، وبما أن البلقاء كانت تتمتع بأهمية كبيرة فقد أصبحت وحدة إدارية وأسندت إلى محمد بن عمر الثقفي، ثم أسندت من بعده إلى أبان بن مروان بن الحكم الذي جعل الحجاج بن  يوسف على شرطته، فلما انتقل أبان إلى فلسطين أخذ معه الحجاج ليكون على شرطته قبل أن يقلده عبدالملك أمر العراق.

 

وكانت جرش إضافة إلى مدينة عمان من بلاد الأردن مراكز لضرب النقود الأموية خاصة الفلوس النحاسية بعد قيام عبدالملك بن مروان بإجراء عملية التعريب(94)، وفي خلافة سليمان بن عبدالملك تولى عبادة بن سبي الكلبي إدارة الأردن ، والحارث بن عمرو الطائي إدارة البلقاء فبقي عليها حتى خلافة عمر بن عبدالعزيز.

 

وفي خلافة يزيد بن عبدالملك أصبحت الأردن ملتقى أعظم شعراء بني أمية، فقد وفد إليه الشعراء في المدن الأردنية إلى زيزياء والموقر والقسطل ومنهم جرير والفرزدق والأخطل وكثيّر عزّة، واستمرّت إقامة يزيد في الأردن حتى وفاته سنة 105هـ/726م، حيث توفي في مدينة إربد من أرض البلقاء التي كانت جزءاً من منطقة عجلون(95)، وقيل توفي بعمان(96)، وليزيد بن عبدالملك قصّة مشهورة في بلاد عجلون وتحديداً في بيت راس ـ وهي من فتوح شرحبيل بن حسنة(97) ـ  مع جاريتين له اسم الأولى حبابة والثانية سلاّمة القس، وقيل إنه كان يجعل واحدة عن يمينه والأخرى عن يساره(98)..

 

وتولى بعده أخوه هشام بن عبدالملك الخلافة، فأسند إدارة البلقاء  من الأردن إلى صفوان ابن سلمة الأراشي، واتخذ فيها ضياعاً كثيرة أسند أمر إدارتها  والإشراف عليها إلى اسحاق بن قبيصة(108).

 

 ومن أمراء بني أمية الذين كان لهم ارتباط بالأردن وعلى وجه الخصوص بلاد عجلون الأمير محمد بن عبدالملك بن مروان الأموي الذي اتخذ من بلاد عجلون دار إقامة له(1099).

 

هو محمد بن عبدالملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي أبوه الخليفة عبدالملك ابن مروان المشهور، فقد  ذكره أبو المحاسن بن تغري بردي في النجوم الزاهرة وقال بأنه القرشي الأموي أمير مصر وليها بعد حنظلة بن صفوان من قبل أخيه هشام بن عبدالملك، ولم تطل إقامته بها حيث عاد إلى الأردن(110) وابن العماد الحنبلي في كتابه شذرات الذهب وقال بأنه قُتل بنهر أبي فطرس من الأردن(111) كما ذكره المقريزي في كتاب المقفّى الكبير في ترجمة الحر الأموي أمير مصر،  وقال بأن الحر تولى مصر بعد محمد بن عبدالملك(112) الذي  تولى أمر مصر لأخيه  هشام بن عبدالملك، لكنه اشترط  على أخيه الخليفة  أن يعود إلى مكانه إذا  كرِه مصر.

 

وأقام محمد بن عبدالملك في مصر شهرين أميراً عليها  وحدث فيها  ما جعله يكرهها فعاد إلى ريسون(113)، وكتب له أخوه هشام يقول:

أتتـرك لي مصراً لريسون حسرة

 ستعلم يوماً أي بيعك أربحُ

فقال له محمد: إنني لا أشك أن بيعك أربح(114)، ولكني لا أستبدل ريسون ببلد آخر،وقيل بل أقام بمصر أياماً فوقع بها الوباء وفرّ إلى  الصعيد ولم تطل مدته بالصعيد حيث عاد إلى مصر أياماً  ثم عاد إلى الأردن واستعفي من الإمارة فكانت ولايته في مصر شهراً واحداً(115) فكانت ريسون بالنسبة له أهم من أي ولاية يتولاها، فهو يرتاح لها وينتعش بطيب هوائها. ورغم أن المصادر لم تتحدث عن عجلون في فترة العصر الأموي إلاّ أن أتخاذ أحد أمراء بني أمية  قرية من قرى عجلون لتكون ضيعة له ومقرّاً لإقامته دليل على أهمية عجلون ومكانتها في عهد بني أمية.

 

وسكوت المصادر عنها لا يعني إهمالها أو عدم أهميتها إذ يكفي أن يكون أحد الأمراء  قد فضّلها على مصر ، وكان معظم الأمراء والولاة يتمنوا أن يكونوا أمراء على مصر بل بعضهم كان يحلم بأن تسند إليه إمارتها، ومع ذلك فإن محمد بن عبدالملك وهو صاحب ضيعة ريسون يفضّلها على مصر.

 

ولعلي به من خلال ذلك أراه كان مسؤولاً عن منطقة عجلون أو أميراً عليها لكن مقرّ إقامته ريسون التي اختارها أن تكون ضيعة ومكان إقامة، وعندما كلفه أخوه الخليفة اشترط عليه إذا لم تعجبه مصر أن يعود إلى ريسون(116) هذا لا يعني أنه كان صاحب ضيعة وحسب وإنما كان أميراً للمنطقة ، لذلك جاء شرطه على أخيه ، وفيها دلالة أخرى على أهمية المنطقة ومكانتها ، ولو كانت مجرد ضيعة يملكها فإنه يستطيع العودة إليها بمجرد انتهاء إمارته على أي مكان أو ولاية أخرى.

 

 

واشترك أهل الأردن  بما فيهم أهل عجلون في أعمال الفتح الإسلامي الواسعة التي حدثت في خلافة الوليد بن عبدالملك في شمال أفريقية والأندلس برجال من قبيلتي جذام وغسان(119).

 

وبهذا فإن الأردن بما فيها بلاد عجلون كانت تشكل ثقلاً له دوره وأثره الفعال في خلافة بني أمية، فقد شاركت في شؤون السياسة، وأسهمت بنشر الإسلام إلى بلاد واسعة، وكان من أهلها قادة وأمراء أثبتوا  قدرتهم على القيام  بأعمال  خطيرة  كلفهم  بها خلفاء  بني أمية.

 

ومن بلاد عجلون التي أقام بها المسلمون بعد الفتح مدينة جرش ، فقد فتحها شرحبيل بن حسنة وأقام بها المسلمون،  وذكر البلاذري  أنها من فتوح شرحبيل بن حسنة(120)، واستمرت إقامة المسلمين فيها حتى العصر الأموي، فقد عُثر فيها على مسجد أموي تحدث عنه يوسف غوانمة الذي قام بإجراء دراسة لهذا المسجد نشرها في كتابه (المساجد الإسلامية القديمة في منطقة عجلون)(121)، وهو مسجد صغير يقع بالقرب من معبد أرتيميس، ويقول الدكتور يوسف غوانمة بأنه من النماذج المبكرة للمساجد الأموية واستخدمت في بنائه الحجارة والأعمدة من المباني المجاورة أي أبنية المنازل المتهدمة في المدينة، والبناء مستطيل الشكل طوله 12.90، وعرضه 9.90م، وله بابان في الجدار الغربي، ومحرابه في الجدار الجنوبي وفي الطرف الغربي من الجدار وليس في وسطه، وأرضيته مبلطة بالحجارة(122).

 

ويبدو أنه استخدم في هذا المسجد نظام لتصريف المياه هو نفس النظام المتبع في تصريف مياه مدينة جرش القديمة .

شهداء المسلمين في بلاد عجلون :

ولابد من الإشارة إلى أنه استشهد في أرض عجلون عدد كبير من أصحاب رسول اللهt خلال عمليات الفتح ممن رووا هذه الأرض بدمائهم الزكيّة الطاهرة ، ودفنوا في هذه الأرض، ولا تزال قبور بعضهم أو أضرحتهم قائمة تشهد على ما قدموا من تضحيات في سبيل نشر الإسلام وعزّته.

ومن هؤلاء الصحابة الأطهار أبو عبيدة عامر بن الجراح، وشرحبيل بن حسنة، ومعاذ بن جبل، ويزيد بن أبي سفيان،وغيرهم وفيما يلي تعريف موجز ببعض أصحاب رسول اللهt الذين دُفنوا في أرض عجلون، وغالبية قبورهم أو مقامتهم في غور الأردن الشمالي، وكان الغور جزءاً من بلاد عجلون.

1-    أبو عبيدة عامر بن الجراح:

اسمه عامر بن عبدالله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر، وأمه أميمة بنت غنم، أسلم قبل دخول رسول الله t دار الأرقم بن أبي الأرقم(123)،  وكان معروق الوجه خفيف اللحية نحيفاً أهتم أثرم الثنيتين(124)،وذلك لأن النبي rجرح يوم أحد فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته، فأسرع أبو عبيدة لإسعافه، وأخذ بإحدى ثنيتيه حلقة فنزعها فسقط على ظهره وخُلعت ثنيته، ثم أخذ الحلقة الثانية بثنيته الأخرى ونزعها فسقطت ثنيته الثانية، فصار أثرم(125).

 

 هاجر أبو عبيدة الهجرة الثانية إلى الحبشة، وشهد المواقع كلها مع رسول الله t وكان أحد العشرة المبشرين بالجنّة، وعرف بأمين الأمة ، فقد ورد في الصحيحين عن النبي t أنه قال: "إن لكل أمة أميناً وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح(126).

 

وعندما جهّز أبو بكر الصديقt الجيوش لفتح الشام جعل أبو عبيدة قائداً لإحدى الجيوش، ولما تولى عمر بن الخطاب الخلافة عزل خالد بن الوليد عن قيادة الجيوش وولاها لأبي عبيدة وولاّه الشام كله(127).

 

وتوفي أبو عبيدة t في طاعون عمواس(128) بالشام سنة 18هـ/ 6340م، ودفن في الغور الأردني في بلاد عجلون في البلاونة في منطقة دير علا اليوم، وله ضريح هناك، ونسبت منطقة  الغور التي دفن فيها إليه وسميت غور أبي عبيدة.

 

2-  الحارث بن هشام بن المغيرة :

هو الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر المخزومي القرشي، أسلم يوم الفتح، وشهد حنين، فأعطاه النبي r مائة من الإبل، وبعد وفاة النبيr خرج غازياً إلى الشام وشهد فحل وأجنادين ومات بطاعون عمواس بمدينة فحل وقيل بأجنادين(129).

 

3-    شرحبيل بن حسنة :

هو شرحبيل بن عبدالله بن المطاع بن عمرو(قطن)الكندي حليف بني زهرة، وحسنة هي أمّه، نُسب إليها  وصارت تسميته بها(130) ويكنى أبا عبدالله ، هاجر إلى الحبشة وغزا مع النبي r معظم الغزوات، وكان أحد قادة جيش الشام الذين سيّرهم أبو بكر للفتح(131) ،فقد كلفه بفتح الأردن وبقي مجاهداً في بلاد الشام حتى توفي بطاعون عمواس(132) سنة 18هـ/640م، ودفن في غور الأردن من بلاد عجلون ، وقبره موجود إلى اليوم في وادي اليابس، وأقيم عليه مسجد تم تجديده مرات عديدة كان آخرها في عهد الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه.

 

4-  سهيل بن عمرو:

هو أبو زيد سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن كان من سادات قريش، وقد خرج مع رسول الله r إلى حنين وهو على شركه بعد أن أخذ له ابنه عبدالله الأمان من رسول الله، فأسلم بالجعرانة ، وأعطاه رسول الله r مائة من الإبل من غنائم حنين، وصار يختلف إلى معاذ بن جبل يعلمه القرآن وهو بمكة إلى أن خرج معاذ إلى الشام، وخرج هو مجاهداً ومات بطاعون عمواس(133).

 

5-    ضرار بن الأزور:

هو ضرار بن مالك بن أوس بن خزيمة بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي، والأزور لقب أبيه مالك(134).

 كان ضرار فارساً شجاعاً وشاعراً فلما أسلم قدم على رسول اللهr  وقد خلف وراءه ألف بعير، فأخبر النبيr  بما خلف وبغضه الذي كان للإسلام، ثم إن الله هداه وحبب إليه الإسلام وقال له: أمدد يدك أبايعك على الإسلام، فبايعه ثم قال شعراً(135):

تركت القداح و عزف القيان             و الخمـر اشـربها والثـمالا 

وكـري المحبر في غمـرة                 و حملي على المسلمين القتالا

وقـالت  جميلـة  بددتـنا                  وطـرحت أهلك شتّى شمـالا

فيـا رب لا  أغبن  بيعتي                  و قد بعت أهلي و مالي بدالا

 فقال النبي  : ما غبنت بيعتك يا ضرار  ربح البيع.

ويقال بأن ضرار بن الأزور هو الذي قتل مالك بن نويرة في حرب المرتدين، فقد كان ممن قاتل المرتدين فشهد معركة اليمامة وقاتل قتالاً شديداً وأبلى بلاءً حسنا، وذكر بعض المؤرخين أنه استشهد في اليمامة، وهذا غير صحيح لأنه عاش واشترك في حروب الفتح في بلاد الشام، فشهد اليرموك وكان على كردوس من ألف فارس، كما شارك في معركة دمشق وقتل في ليلة واحدة مائة وستين جندياً من الروم، وخرج في نلك الليلة كما روى الواقدي ملطّخ بالدماء فكان جامداً عليه كأكباد الإبل(136).

 

واستشهد ضرار بن الأزور في معركة أجنادين سنة 13هـ/635م في خلافة أبي بكر الصديق، وكان ممن بايع عكرمة بن أبي جهل على الجهاد والموت في سبيل الله(137).

 

6-  أبو جندل العاص بن سهيل بن عمرو :

العاص بن سهيل بن عمرو، ويكنى أبا جندل، أسلم بمكة في وقت مبكر فحبسه أبوه وأوثقه في الحديد ومنعه من الهجر يوم كان أبوه من سادات قريش المعادين للإسلام، وكان يغزو مع رسول اللهr ، ثم خرج مجاهداً إلى الشام، ومات في طاعون عمواس سنة 18هـ/640م(138).

 

7-    عامر بن أبي وقّاص:

هو أبو عمرو عامر بن مالك بن أهيب(وهيب) بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس(139)، وهو أخو سعد بن أبي وقاص وأصغر منه بسنتين، أسلم بعد عشرة رجال فكان حادي عشر من أسلم ، ولقي من أمه ما لم يلقاه أحد من قريش من الأذى والمقاومة لإسلامه، فقد قطعت أمه عهداً ألاّ تأكل طعاماً ولا تشرب شراباً ولا يظلها ظلٌّ حتى يدع عامر دينه(140).

وكان عامر ممن هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية(141)، وعامر هو الذي حمل كتاب عمر ابن الخطاب الذي عزل فيه خالد بن الوليد عن إمرة الجيش واستعمل أبو عبيدة عامر بن الجراح على الشام والجيش(142).

واستشهد عامر بن أبي وقاص في معركة اليرموك في خلافة عمر بن الخطاب، وقيل : بل استشهد في أجنادين، وقيل : مات بطاعون عمواس(143)، وهو الأرجح وقبره موجود في الغور الأردني ونسب المكان إليه، فسميت البلدة التي فيها قبره: وقّاص

 

8-    عكرمة بن أبي جهل:

هو أبو عثمان عكرمة بن هشام بن المغيرة بن  عبدالله بن عمرو بن مخزوم، وامرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام، وهي امرأة عاقلة أسلمت ثم سألت النبي r الأمان لزجها وكان قد هرب إلى اليمن، فأمر النبيr بردّه ، وخرجت تطلبه وجاءته في اليمن فقالت له: جئتك من عند أوصل الناس وأبرّ الناس وخير الناس وقد استأمنت لك فأمّنك، فرجع معها، فلما دنا من مكة قال رسول الله r لأصحابه : يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمناً مهاجراً فلا تسبوا أباه، فإنّ سبّ الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت(144).

 فلما بلغ باب رسول الله  r استبشر النبي r وقام على رجليه فرحاً بقدومه(145).  فكان إسلامه بعد فتح مكة، واستعمله رسول اللهr في العام الذي حجّ فيه على صدقات هوازن، فقُبِض رسول الله r وعكرمة بتبالة والياً على هوازن، وخرج عكرمة مجاهداً في سبيل الله في  خلافة أبي بكر الصديق ، فسأل الناس يوم اليرموك أن يبايعوه على الجهاد والموت في سبيل الله  فبايعه الحارث بن هشام وضرار بن الأزور في 400 من فرسان المسلمين، وقتل أكثرهم في ذلك اليوم(146).

وكان عكرمة يوم معركة فحل أعظم الناس بلاءً في القتال، فكان يركب الأسنة حتى أُثخن صدره بالجراح، فقال له الناس : أرفق بنفسك، فقال : كنت أجاهد بنفسي عن اللات والعزى، فهل أستبقيها الآن عن الله ورسوله؟ لا والله أبداً(147)، يقول الواقدي: لقد كان عكرمة بن أبي جهل أشدّ الناس بأساً وإقداماً، وهو يقصد الأسنة بنفسه، فقيل له: اتق الله وأرفق بنفسك، فقال : يا قوم: أنا كنت أقاتل عن الأصنام، فكيف اليوم وأنا أقاتل في طاعة الملك العلاّم؟(148) وقُتل عكرة شهيداً يوم أجنادين(149) ويقال بأن له مقام في الغور الشمالي في بلاد عجلون

 

9-    الفضل بن العباس :

هو الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف  بن قصي، وهو ابن عم النبي r ، وشهد فتح مكة وحنين وحجة الوداع، واردفه رسول الله r وراءه، وكان فيمن ولي غسل رسول الله r وولي دفنه، خرج مجاهداً إلى الشام ومات بالأردن في طاعون عمواس سنة18هـ/640م(150)، وقيل بل كانت وفاته يوم مرج الصفّر أو أجنادين أو اليرموك(151)، وقد وصفه صاحب شذرات الذهب فقال:" كان من أشجع الناس قلباً وأحسنهم وجهاً وأسخاهم يداً(152).

 

10-        معاذ بن جبل :

هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب من الخزرج، وأمه هند بنت سهل من جهينة،  شهد العقبة مع السبعين من الأنصار، وشهد بدر وهو ابن عشرين سنة، وشهد المشاهد كلها مع النبي r، وبعثه عليه الصلاة والسلام إلى اليمن عاملاً وعالماً لأهلها(153)، ويقول ابن الجوزي في وصفه:" كان طويلاً أبيض برّاق الثنايا عظيم العينين"(154) وورد عن النبي r أنه كان يقول: " أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل(155).

 

ولما أصيب أبو عبيدة بالطاعون  استخلف معاذ بن جبل، واشتدّ الأمر فقال الناس لمعاذ : ادعُ الله أن يرفع عنّا هذا الرجز، قال: إنه ليس برجز، ولكنه دعوة نبيّكم r وموت الصالحين قبلكم وشهادة يختصّ الله بها من شاء منكم، اللهمّ أدّ آل معاذ نصيبهم الأوفى من هذه الرحمة، فطُعِن ابناه، فقال : كيف تجدانكما؟ قالا: يا أبانا الحقّ من ربك فلا تكونن من الممترين، فقال: وأنا ستجداني إن شاء الله من الصابرين، ثم طُعنت امرأتاه فهلكتا، وطُعِنَ هو في إبهامه فجعل يمصّها بفيه ويقول: اللهم إنها صغيرة فبارك فيها، فإنك تُبارك في الصغير حتى هلك(156)في الأردن بأرض عجلون سنة18هـ/640م، وعمره 33سنة(157)، وقبره موجود إلى اليوم في الغور الأردني بالقرب من الشونة الشمالية.

 

11-        يزيد بن أبي سفيان :

هو يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، وأمه زينب بنت نوفل بن حلف من بني كنانة، أسلم يزيد يوم فتح مكة وشهد حُنيناً، فأعطاه رسول الله r من غنائم حنين مائة من الإبل وأربعين أوقية(158) .

عقد له أبو بكر الصديق مع أمراء فتح الشام ومشى في ركابه يوصيه وقال للأمراء : إن اجتمعتم على كيد فيزيد على الناس، وإن تفرّقتم فمن كانت الواقعة مما يلي عسكره فهو على أصحابه(159)، وهو أول أمير من أمراء الفتح وصل إلى الشام(160)، ومات بطاعون عمواس  سنة 18هـ/640م(161).ودفن في بلاد عجلون.

 

الخـاتمة :

عرفنا من خلال هذه الدراسة أن النبي محمد t زار هذه المنطقة ، وكانت زيارته لمدينة  جرش من بلاد عجلون، فقد زار جرش مرتان  تاجراً بأموال خديجة بنت خويلد قبل أن يتزوج منها.

وتبين لنا ان منطقة عجلون فتحت على يد شرحبيل بن حسنة بعد معركة فحل ، فقد فتح البلاد الأردنية  صلحاً من غير قتال ومنها بيسان وسوسية وأفيق وجرش  وبيت راس وقدس والجولان.

واستقطبت بلاد عجلون الخلفاء والأمراء فقصدوها للإقامة والاستقرار أحياناً أو للتنزّه والاستجمام أحياناً أخرى.

فالخليفة يزيد بن عبدالملك اتخذ له منزلاً ومزرعة له في مدينة بيت راس التي كانت عامرةً في عهد بني أميّة، والخليفة مروان بن الحكم توقف أياماً طويلة في منطقة دير مروان من أراضي كفرخل قبل أن يتولى الخلافة لأنه أعجب بجمال طبيعتها ونقاء أجوائها، وكان في المنطقة التي توقف فيها ديراً بيزنطياً ، فنسبت المنطقة بعد ذلك إليه وسميت (دير مروان).

أما الأمير محمد بن عبدالملك بن مروان فقد اتخذ من بلدة ريسون مقرّاً لإقامته فاستوطنها، وعندما كلفه أخوه هشام بن عبدالملك بولاية مصر اشترط على أخيه أن يعود إلى راسون إذا لم تعجبه مصر ، وهذا يدلّ دلالة واضحة على أهمية بلاد عجلون وإشارة إلى خصبها وجمال طبيعتها وملائمة مناخها للسكنى.

 

 هوامش البحث ومراجعه

(1)   البيهقي، السنن الكبـرى،طبعـة المعـارف، الهنـد، ج6، ص 118،وانظـر ابن هشـام ، السـيرة النبويـة، ص38. 

(2)   الحاكم، المستدرك على الصحيحين، ج3، ص200.

 (3)   ابن كثير، البداية والنهاية، ج2، ص 274. 

(4)   انظر الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج2، ص 278- 279، ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2،

(5) هو دحية بن خليفة بن  فـروة بن فضالة  الكلبي، أرسله النبي محمد  rإلى قيصر يدعوه  إلى الإسلام ومعه كتاب  بذلك  طلب منه أن يدفعه  إلى أمير بصرى  ليوصله  إليه،  فدفعـه  إليه  في  حمص  سنة 7هـ/ 629م( انظر ابن سعد، محمد(ـ 230هـ/844م)، الطبقات الكبرى،دار الفكر، بيروت ، ج2، ص249- 251، ابن الأثيـر، علي بن محمد الجزري(ت630هـ/1233م)،أسـد الغابـة في معرفة الصحابة، ، دار الفكر، بيروت 1989، ج2، ص6، هاشم يحيى الملاح، الوسيط في السيرة النبوية، دار النفائس ، عمان 2003م، ص 99.

(6)   هو رفاعة بن زيد الجذامي من بني الضبيب، قدم على رسول الله r في هدنة الحديبية    فأسلم وحسُن إسلامه، وكتب له النبي عليه الصلاة والسلام كتاباً إلى قومه( انظرابن هشام،عبدالملك،(ت 213هـ/828م)،السيرة النبوية،دار الجيل، بيروت ، ج5، ص296 ـ 297، ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج1، ص354 ـ 355).

(7)   بلد حصين بين المدينة المنورة ودمشق وعلى بعد سبعة مراحل من دمشق( انظر  ياقوت الحموي،ياقوت بن عبدالله(ت626هـ/1228م)، معجم البلدان،دار إحياء التراث، بيروت – لبنان،  ج2، ص 258).  

(8)   ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص89، ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج2، ص5، ابن الأثير، الكامل، ج2، ص142

(9)   ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص127-128، ابن سيد الناس، عيون الأثر، ج2، ص197-198.

(10)   ابن هشام، السيرة النبوية، ج5، ص289.

(11)   الواقدي المغازي، ج2 ص755، الديار بكري، تاريخ الخميس، ج2، ص70.

(12)   عماد الدين خليل، دراسة في السيرة، ص295، محمد محاسنة، معركة مؤتة، ص43.

(13)   علي العتوم، تجربة مؤتة، ص 106 ـ 107

(14)  الحموي، معجم البلدان،ج5، ص220، فيليب حتي ، تاريخ  سورية  ولبنان وفلسطين، دار الثقافة، بيروت 1951م، ج2، ص4، علي العتوم ، تجربة مؤتة، ص108-109.

(139)(129)(15) انظرابن هشام،عبدالملك،(ت 213هـ/828م)،السيرة النبوية،ج5، ص 22،الطبري، محمد بن جرير(ت310هـ/922م)، تاريخ الرسل والملوك، ج3، ص36، وانظر المقريزي،تقي الدين أحمد بن علي(ت 845هـ/1441م)، إمتاع الأسماع بما للنبي r من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، تحقيق محمد عبدالحميد القيسي،دار الكتب العلمية ، بيروت 1999م، ج1، ص338 .

(16)    الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج3، 39، ابن الأثير،أبو الحسن علي بن أبي الكرم(ت 63630هـ/1232م)، الكامل في التاريخ،دار الفكر، بيروت 1978م،ج2،ص159.

(17)  انظر ابن سعد، محمد(ـ 230هـ/844م)، الطبقات الكبرى،دار الفكر، بيروت ، ج2،ص ى128- 129، محمد محاسنة، مقامات الصحابة، ص163.

 (18) محمد محاسنة ، مقامات الصحابة، ص 166-167 .

 (19) ابن هشام، السيرة النبوية، ج5، ص 27، ابن سعد، محمد(ت 230هـ/844م)، الطبقات الكبرى،دار صادر، بيروت ج2، ص129، الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج3، ص39.

 (20)  الطبري، الرسل والملوك، ج3، ص39، ابن الأثير، أسد الغابة، ج1، ص343، الحلبي، السيرة الحلبية، ج3، ص67.

(21) ابن هشام، السيرة النبوية، ج5، ص 28، ابن الأثير، الكامل، ج2، ص159.

(22)  ابن هشام، السيرلاة النبوية، ج5، ص29-30، الطبري، الرسل والملوك، ج3، ص39-40، ابن الأثير، الكامل، ج2، ص160.

(23) الواقدي؛ محمد بن عمر(ت 207هـ/822م)،المغازي، عالم الكتب،بيروت 1984م، ج2، ص763، ابن هشام، السيرة النبوية، ج5، ص30، الطبري، الرسل والملوك، ج3، ص40

(24)  محمد محاسنة، فنون التاريخ العسكري، ص 89، معركة مؤتة، ص52.

(25) ابن كثير،  البداية والنهاية، ج4 ص249، الديار بكري،  تاريخ الخميس، ج2 ص73.

(26)  ابن هشام، السيرة النبوية، ج5، ص30، الطبري، الرسل والملوك، ج3، ص40

(27)  الواقدي، المغازي، ج3، ص 1117.

(27)   الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج3، ص226.

(28)   انظر ابن سيّد الناس، عيون الأثر، ج1، ص375، ابن كثير، البداية والنهاية، ج6، ص 309.

(29)   ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج2، ص 71-72، ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص276.

 (30)   الطبري، الرسل والملوك، ج3، ص378 .

(31)   انظر ابن عساكر، تاريخ دمشق،ج2،ص69.

(32)   البلاذري، فتوح البلدان، ص 116،  ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص 276.

(33)  قدامة بن جعفر، الخراج، وصناعة الكتابة، ص285، البلاذري، فتوح البلدان، 116.

(34) ابن عساكر، تاريخ دمشق،ج2،ص82.

(35)  قدامة بن جعفر، الخراج ، ص285، وانظر الطبري، الرسل والملوك، ج3، ص388-390.

(36)   البلاذري، فتوح البلدان، ص117،الطبري، الرسل والملوك، ج3، ص406، محمد محاسنة، صفحات من تاريخ الأردن، ص 107-108.

(37)   البلاذري، فتوح البلدان، ص117، الطبري، الرسل والملوك، ج3، ص406.

(38)   الأزدي، فتوح الشام، ص29، البلاذري، فتوح البلدان ، ص 120.

(39)   قدامة بن جعفر، الخراج، ص288، محمد محاسنة، الأردن، ص108.

(40)  البلاذري، فتوح البلدان، ص .

(41)   المقسي،  البدء والتاريخ، ج5، ص166، محمد محاسنة، الأردن، 109.

(42)   البلاذري، فتوح البلدان، ص122، قدامة بن جعفر، الخراج، ص289-290.

(43)   البلاذري، فتوح البلدان، ص123، قدامة بن جعفر، الخراج، ص290.

(44)   ذكر البلاذري أنّ معركة اليرموك كانت في رجب سنة 15هـ/ 637م ، وهذا غير صحيج( انظر البلاذري، فتوح البلدان، ص142).

(45)  ياسين سويد: الفن العسكري، ص205.

(46)   ياسين سويد: الفن العسكري، ص206.

(47)   ابن الأثير،  الكامل في التاريخ، ج2، ص282

(48)   الطبري، الرسل والملوك، ج3، ص396.

(49)   الواقدي: فتوح الشام، مكتبة المشهد الحسيني، القاهرة 1368هـ، ج1، ص125.

(50)   الطبري: الرسل والملوك، ج3، ص395-397، ابن الأثير: الكامل في التاريخ، ج2، ص282.

(51)   ياسين سويد: الفن العسكري، ص207.     

(52)   نهاد الجبوري: العمليات التعرضية، ص163.

(53)  ياسين سويد: الفن العسكري، ص209، نهاد الجبوري: العمليات التعرضية، ص164.

(54)   الطبري: الرسل والملوك، ج3، ص397، ابن الجوزي: المنتظم، ج3، ص56، ابن الأثير: الكامل، ج2، ص282.

(55)   سماه الطبري القاص (انظر الطبري: الرسل والملوك، ج3، ص397، ابن الجوزي: المنتطم، ج3، ص65).

(56)    ابن كثير: البداية والنهاية، ج7، ص8، نهاد عباس الجبوري: العمليات التعرضية، ص164.

(57)  الطبري، اتاريخ الرسل والملوك، ج3، ص 395،ابن الأثير: الكامل في التاريخ، ج2، ص282.

(58)   ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص282- 283، ابن كثير، البداية والنهاية، ج7، ص9.

(59)   ابن كثير، البداية والنهاية، ج7، ص10.

 (60) الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج3، ص398، ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص283، ابن كثير، البداية والنهاية، ج7، ص 12.

(61)   الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج3، ص400، ابن الجوزي، المنتظم، ج3، ص58،  ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص283

(62)   ابن كثير، البداية والنهاية،ج7، ص14

(63)   ياسين سويد: الفن العسكري، ص224.

(64)   يقول ابن الأثير:" إنه لما هرب فرسان الروم وتركوا الرجالة أفرجوا لها فتفرّقت وقُتل الرجالة، واقتحموا في خندقهم وهوى فيها المقترنون(أي المقيدون) وغيرهم ثمانون ألفاً من المقترنين وأربعون ألف مطلق سوى من قُتل في المعركة(انظر ابن الأثير: الكامل في التاريخ، ج2، ص284). 

(65)   الطبري: الرسل والملوك، ج3، ص400.

(66)   نهاد الجبوري: العمليات التعرضية، ص178.

(67)  ابن كثير، البداية والنهاية، ج7، ص11.

(68)   ياسين سويد: الفن العسكري، ص231.   

(69)  هو سهل بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري وُلد قبل الهجرة بخمس سنوات وكان آخر من مات بالمدينة من الصحابة، توفي سنة 88هـ / 708م وقيل سنة 91هـ / 711م (انظر الذهبي: سير أعلام النبلاء، ج3، ص422-423).

(70)   ابن كثير، البداية والنهاية، ج7، ص 15

(71)   ابن كثير، البداية والنهاية، ج7، ص 15

(72)   ابن الأثير: الكامل، ج2، ص295.

(73) ابن الأثير: الكامل، ج2، ص295.

(74)  انظر الطبري: الرسل والملوك، ج3، ص434، آدم إكرام: سيف الله، ص430، محمد محاسنة،  فنون التاريخ العسكري، ص113-114

(75)  انظر الطبري: الرسل والملوك، ج3، ص434، آدم إكرام: سيف الله، ص430.

(76)  ابن الأثير، الكامل، ج2، ص295.

 (77)  البلاذري، فتـوح البلـدان، ص122، قدامة بن جعفر، الخراج وصناعة الكتابة، ص290، وانظر الطبري، الرسل والملوك، ج3، ص434-435، ابن الأثير، ج2، ص295.

(78)  انظر الطبري، الرسل والملوك، ج3ن ص435، ابن الأثير، الكامل، ج2، ص295- 296.

(79)  الهمذاني، صفة جزيرة العرب، دار اليمامة،الرياض 1974م، ص272، المسعودي، التنبيه والإشراف، ص235، محمد خريسات، تاريخ الأردن،ص28.

(80)   الطبري، الرسل والملوك، ج3، ص29، ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج2،ص269، محمد محاسنة، الأردن، ص110.

(81)  اليعقوبي، البلدان، ص83، ابن عساكر، تاريخ دمشق(تراجم عاصم – عايد)، ص296.

(81)   انظر ابن خرداذبة، المسالك والممالك، طبعة ليدن 1889م، ص77، الإدريسي، نزهة المشتاق، عالم الكتب، بيروت 1989م، ج1،ص377، محمد خريسات، تاريخ الأردن، ص33.

(82)  عن جند الأردن انظر اليعقوبي، البلدان، المطبعة الحيدرية، النجف 1957، ص83-84، ابن خرداذبة، المسالك،78، الإدريسي،نزهة المشتاق،ج1،ص377.

(83) انظر اليعقوبي، البلدان، ص83، ابن حوقل، صورة الأرض، ص160، الإدريسي، نزهة المشتاق، ج1، ص357.

(84)  ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج2،ص211، محمد خريسات ، تاريخ الأردن،ص49.

(85)  انظر اليعقوبي، البلدان، ص83،ابن خرداذبّة، المسالك والممالك، ص78، ابن الفقيه، مختصر كتاب البلدان، ص105، محمد خريسات، تاريخ الأردن، ص50. .

(86)  كثير عزّة، الديوان، تحقيق إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت 1971م، ص244، ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج3، ص60

(87)   انظر الطبري، الرسل والملوك، ج4، ص144.

(88)   ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج65، ص 398.

(89)  ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج65، ص 398.

(90)   الدينوري، الأخبار الطوال، تحقيق عبدالمنعم عامر، القاهرة 1960م، ص172، محمد خريسات، تاريخ الأردن، ص67

(91)  انظر فواز طوقان، الحائر في العمارة الأموية، ص60، لانكستر هاردنج، آثار الأردن، ترجمة سليمان الموسى، عمان 1971م، ص189-209.

(92)  الطبري، الرسل والملوك،ج5، ص496.

(93)  ابن كثير، البداية والنهاية، ج9، ص124.

(94) محمد حسين محاسنة، صفحات من تاريخ الأردن وحضارته، ، عمان 2010، ص116.

(95)  الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج7،ص22، المسعودي، التنبيه والإشراف، ص277، محمد خريسات، تاريخ الأردن، ص80.

(96)   الكتبي، الوافي بالوفيات، ج4،ص 322.

(97)  البلاذري، فتوح البلدان، ص123.

 (98) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص191.

(99) ابن كثير، البداية والنهاية ،÷ ج9، ص241.

(100) ابن الجوزي، أبو الفرج عبدالرحمن بن علي(ت 597هـ/1201م)، المنتظم في تواريخ الملوك والأمم، تحقيق سهيل زكار، دار الفكر، بيروت 1995م، ج4، ص576.

(101)  ابن الجوزي، المنتظم، ج4، ص576.

(102)  ابن الجوزي، المنتظم، ج4، ص 576، ابن كثير، البداية وزالنهاية ، ج9، ص242.

(103) عند ابن الجوزي

 وبين التراقي واللهاة حرارة      /////////   مكان الشجى لا تستقل فتبرد

(104)  ابن الجوزي، المنتظم، ج4، ص 576، ابن الأثير، الكامل، ج4، ص 191 .

(105)  ابن الأثير، الكامل، ج4، ص191.وانظر ابن الجوزي، المنتظم، ج4، ص 576، ابن كثير، البداية والنهاية ، ج9، ص 242.

(106)   ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص191.

(107)  ابن الجوزي، المنتظم، ج4، ص 578، ابن الأثير، الكامل، ج4، ص 191.

(108) الجهشياري، الوزراء والكتاب، ص60.

(109)  ياقوت الحموي، معجم البلدان،ج3، ص112.

(110)  أبو المحاسن، جمال الدين يوسف بن تغري بردي(ت 874هـ/1479م)، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة، القاهرة 1963م، ج1، ص257.

(111)  ابن العماد؛ عبدالحي الحنبلي(ت 1089هـ/1665م)، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، دار إحياء التراث العربي، بيروت ،ج1، ص 189-190.

(112)  المقريزي، تقي الدين أحمد بن علي(ت845هـ/1441م)، كتاب المقفّى الكبير، تحقيق محمد اليعلاوي، دار الغرب الإسلامي، بيروت 1991م، ج3

(113)  ياقوت الحموي، معجم البلدان،ج3، ص112

 (114)  ياقوت الحموي، معجم البلدان،ج3، ص112

(115) أبو المحاسن، النجوم الزاهرة، ج1، ص 257.

(116)  ياقوت الحموي، معجم البلدان،ج3، ص 112.

(117)  ياقوت الحموي، معجم البلدان،ج3، ص 112.

(118)  مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، تحقيق عبدالعزيز الدوري وعبدالجبار المطلبي، دار الطليعة، بيروت 1971م،ص154.

 (119)  مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص154.

 (120)  البلاذري، فتوح البلادان، ص 123.

(121)  يوسف غوانمة، المساجد الإسلامية القديمة في منطقة عجلون، مركز الدراسات الأردنية، جامعة اليرموك،إربد 1986م، ص10- 18.

(122)  يوسف غوانمة، المساجد الإسلامية افي منطقة عجلون، ص 17.

(123)  ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج7، ص384، ابن الجوزي، المنتظم،ج3، ص165، ابن كثير، البداية والنهاية، ج7، ص96.

(124)  ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج7، ص384، ابن كثير، البداية والنهاية، ج7، ص96.

(125) ابن هشام، السيرة النبوية، ج4، ص29، ابن الجوزي، المنتظم، 3،ص166.

(126) مسلم، الصحيح، ص1048، البخاري، الصحيح، ص714.

(127) انظر الطبري، الرسل والملوك، ج3، ص398.

(128)  ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج7، ص384، ابن الجوزي، المنتظم،ج3، ص165، ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص390،  ابن كثير، البداية والنهاية، ج7، ص96.

(129) ابن الجوزي، المنتظم، ج3، ص162.

(130) انظر ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج7، ص393، ابن كثير، البداية والنهاية، ج7، ص95.

(131)  البلاذري، فتوح، ص115، الطبري، الرسل والملوك، ج3، ص387.، ابن الجوزي، المنتظم، ج3، ص165.

 (132)  ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج7، ص394.

(129) ابن الجوزي، المنتظم، ج3، ص162.

(130) انظر ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج7، ص393، ابن كثير، البداية والنهاية، ج7، ص95.

(131)  البلاذري، فتوح، ص115، الطبري، الرسل والملوك، ج3، ص387.، ابن الجوزي، المنتظم، ج3، ص165.

(132)  ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج7، ص394.

(133)  ابن الجوزي، المنتظم، ج3، ص167، وانظر ابن كثير، البداية والنهاية، ج7، ص97.

(134) ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج6، ص39 ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج24، ص378.

(135)  ابن الأثير، أسد الغابة، جج1، ص490، 531.

(136)  الواقدي، فتوح الشام، ج2، ص396.

(137)  ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج24، ص391، وانظر ابن حجر العسقلاني، الإصابة،ج1، ص531.

(138)  ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج7، ص405.

(139)  البلاذري، أنساب الأشراف، ج3، ص299، ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج26، ص96، ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، ج3، ص598.

 

(140)    ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج4، ص124، ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، ج3، ص598.

(141)   ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، ج3، ص598.

(142)  البلاذري، أنساب الأشراف، ج3، ص299،ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج26، ص96.

(143)  ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج26، ص96، ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، ج3، ص598.

(144)  ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج41، ص55، 58، البيهقي، المستدرك، ج3، ص269.

(145)  ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج70، ص58.

(146)  ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج24، ص 391.

(147)  من الهوامش ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج7، 404، ابن عساكر، تاريخ  مدينة دمشق، ج41، ص55.

(148)  الواقدي، فتوح الشام، ج1، ص233.

(149)  ابن الأثير، أسد العابة في معرفة الصحابة، ج1، ص783.

(150)  انظر سعد، الطبقات الكبرى، ج7، ص398.،ابن الجوزي، المنتظم، ج3، ص166- 167،  وانظر) ابن كثير، البداية والنهاية، ج7، ص96.

 (151)   ابن كثير، البداية والنهاية، ج7، ص96.

(152)  ابن العماد، شذرات الذهب، ج1، ص29.

(153)  ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج7، ص387-388.

(154)  ابن الجوزي، المنتظم، ج3، ص167، وانظر ابن كثير، البداية والنهاية، ج7، ص97.

(155)  ابن سعد، الطبقات الكبرى،ج7، ص388،ابن كثير، البداية والنهاية، ج7، ص97.

(156)  ابن سعد، الطبقات الكبرى،ج7، ص388.

(157)  ابن سعد، الطبقات الكبرى،ج7، ص388، ابن الجوزي، المنتظم، ج3، ص168.

(158)  ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج7، ص405-406، ابن كثير، ج7، ص97

(159)  ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج7، ص406.

(160) ابن كثير، البداية والنهاية، ج7، ص97.

(161) ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج7، ص406.، وانظر ابن كثير، البداية والنهاية، ج7، ص97.

 

© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة